Submitted by admin on Mon, 03/25/2019 - 09:54

من دمانا

 

سمعته يلقي قصيدة وكنا طلاباً في المرحلة الاعدادية في تجهيز اللاذقية، 

وكان الاحتفال في سينما بشارع هنانو، وكنا نفراً من الطلبة مع جماهير من 

الشعب نحتشد أمام باب السينما نسمع من خلال مكبر الصوت..." 

( جميل حسن) 

 

من دمانا 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

 

منْ دِمانا، أيها السفَّاحُ، 
 

من دمعِ اليتامى والأيامى 
 

أترعِ الكأس مُداما 
 

و أدرها  بين  أشلاءِ  الضحايا  
 

واستغاثاتِ  الثكالى والسبايا 
 

وزئير المدفع الطاغيوأنات  الشظايا 
 

أترع  الكأس،  و ناولها  الندامى 

 

وزئير المدفع الطاغيوأنات  الشظايا 
 

أترع  الكأس،  و ناولها  الندامى 
 

من دمانا، أيها السفاح، 
من دمع اليتامى والأيامى 
 

*** 

أمطرِ الشام حديداً ولـهيباً 
 

واستبح فيـــها هلالا وصليبا 
 

واذبحِ المرضى، ولا تخش عذولاً أو رقيبا 
 

عذّبِ الأسرى ونكّلْ ما تشاء 
 

 

وإذا الـرعب تولاك، وأضناك العياء 
 

من دمانا، أيها السفاح،  
من دمع اليتامى والأيامى 
أترع الكأس مداما 
 

*** 

 

أرسل العبدان تُصْلِ الناس نارا 
 

وتحوّلْ جنةَ الدنيا يباباً ودمارا 
 

وتقتّلْ كلَّ من تلقى: شيوخاً وعذارى 
 

لهم المتجر والمحراب، والقبة حلُّ 

وإذا كلُّوا من التدمير والسلب، وملّوا 

أترع الكأس، وناولها الندامى 
من دمانا، أيها السفاح، من دمع اليتامى والأيامى 
 

*** 

أيُّ ذنب كان منّا؟! أي شرِّ 
 

 

عدتَ منهوكا، فآويناك من حر وقرِّ 
 

وتناسينا نداء الثأر، والأيام تُغري 
 

فكسوناك، وأطعمناك خبز الفقراء 

 

وطلبت الماء عطشانَ، بذلٍ ورجاء 

 

 

فسقيناك مداما، من دمانا، أيها السفاح 
من دمع اليتامى والأيامى  
 

*  *  * 
 

وقدرنا، فعفونا،وحَميْنا 
 

 

و رحمنا  دمعة  الأسرى 
 

ولم نستوفِ دينا 
وتغاضينا عن الماضي وما جرّ علينا 
من عذاب واضطهاد وإسار... 
وافتراش الرمل والأشواك في عرض الصحاري 
 

*  *  * 

 

ودّع الشام كما جئت، بشرٍّ مستطير 
وإذا خِفْتَ الظما غِبَّ المسير 
مــــن دمانا، أيها السفاح، من دمع اليتامى والأيامى 

أترع الكأس مداما 

فلقد عشنا كراماً، وسنبقى أبَدَ الدهر كراما  
 

السويداء 1945